Wednesday, June 19, 2013

ثورة ضد الإخوان | بقلم: ثروت الخرباوي المفكر الإسلامي

-->
4e319ba6-7db0-48c4-aa4d-7d36a5efc11c«في مصر يعيش الناس» كان هذا فيما سبق، أما الآن وفي ظل حكم الاخوان فتستطيع القول ان «في مصر يموت الناس ويهان الناس ويجوع الناس ويتم حبس الناس» عندما جاء الاخوان الى الحكم قالوا «سيعيش الشعب في الاسلام» فكان ان قطعوا الكهرباء فعاش الناس في الإظلام، قالوا: سنحقق لكم النهضة، فصدقوا، اذ تواطؤوا فأقيم سد النهضة ليمنع عنا الماء والكهرباء ويصبح خطرا كبيرا على أمن مصر القومي، قالوا لنا نريد سيادة العالم، فجعلونا تحت سيادة أثيوبيا، قالوا سنقيم الخلافة فأقاموا الخلافات، في عهدهم أصبح واقعنا واقعا من الوقوع والتردي.
ولكي أتحدث عن مصر وهي تحت يدي مرسي وشاطره ومرشده، يجب ان أتحدث أولا عن حلم الجماعة، الحلم الذي عاش الاخوان من أجله هو «حلم الحكم» اذ يكاد أبناء جماعة الاخوان يتفقون في المشاعر والرؤى والطموحات، فمنذ ان اندلعت جماعة الاخوان لامية في عشرينيات القرن العشرين، وكلهم يبحثون عن الحكم…يتشوقون له ويتوقون اليه ويحاولون تنسم عبيره ولو بالاقتراب من الحكام والملوك والرؤساء والتخلي في بعض الأحيان عن طموحات الشعوب لأن طموحات الاخوان في تقديرهم أكثر قداسة وأهم من أي شيء آخر، وللانصاف فان بعض أطياف الحركة الاسلامية – وليس كلها – لا تريد الحكم لدنيا تصيبها أو سلطة تكتنزها لنفسها ولكنها في الحقيقة تحمل مشروعا دينيا تريد ان تضعه موضع التطبيق وهي تظن ان الاسلام هو نفسه ذلك المشروع الذي تحمله، ووصولها للحكم سيجعل الاسلام قائدا للأمة وحاكما لها، وليس من شك ان اشكالية الدعوة والحكم هي الاشكالية التي واجهت جماعة الاخوان على مدار تاريخها… كانت المشكلة الأكبر هي هذا الظن الذي تغلغل في شرايين قادة الاخوان بأنهم هم وجماعتهم الاسلام نفسه والاسلام هم، ولكي يُقام الاسلام يجب ان يصلوا بأعينهم وأفكارهم الى الحكم، حينها سيكون الاسلام قد حكم وتكون الخلافة الراشدة قد عادت من جديد بعد ذلك المُلك العضوض، دعك من موضوعات التعبير والانشاء التي حفلت بها أدبيات جماعة الاخوان المسلمين مثلا والتي تقول في بعضها «اننا نريد ان نُحكم بالاسلام لا ان نَحكم بالاسلام» أو«اننا فريق من المسلمين ولم نقل أننا جماعة المسلمين وحدنا دون غيرنا» فالشعارات المعلنة سرعان ما كانت تختفي وتنزوي وتتلاشى عند التطبيق العملي، ومن صدَّق الشعارات وقع في فخ التنظير البارد.
ولكن طريق الحكم طويل، ومشاقه كثيرة، ودونه السجون والمعتقلات، ولأنه طويل فيجب ان يبدأ من الفرد، بحث المرشد الأول حسن البنا عن تكوين الفرد، الذي سيؤدي الى تكوين أسرة اخوانية، ثم نصل الى مجتمع اخواني، ثم دولة، مثل الدولة المصرية الحالية التي يقف الاخوان الآن على صدرها، ثم الحلم الكبير، حلم الخلافة، انتهاءً بالحلم الأكبر، حلم ان يتسيدو العالم، تحت عنوان «استاذية العالم» هذه هي معادلة جماعة الاخوان الواضحة، ومن أجلها دخلوا السجون ودخلوا القصور، تحالفوا مع رؤساء وملوك ونقضوا تحالفات واتفاقات، دبروا مؤامرات ودُبرت ضدهم مؤامرات، أحبهم الناس وكرهوهم، رفضوهم وانتخبوهم، تقدموا للأمام وتراجعوا للخلف، جلسوا في العلالي وجلسوا في القاع، هذا هو الملخص الوافي لتاريخ جماعة الاخوان من الاستضعاف الى حلم التمكين الذي يقولون أنهم يريدون تحقيقه، ولكنهم في ذلك كله كذبوا، ووعدوا فأخلفوا، وائتمنوا فخانوا، وأشهد أنهم استطاعوا التغرير بأفراد جماعتهم وخديعتهم، فعاش ومازال يعيش هؤلاء الأفراد في وهم كبير، ولكنهم وان خدعوا رجالهم فلن ولم يستطيعوا خديعة الشعب، اكتشف الناس معدنهم، فأصدروا قرارا هو الأول من نوعه عبر التاريخ، قرروا ان يثوروا عليهم وحددوا موعد الثورة مسبقا، وهذه أول مرة يحدد شعب موعد ثورته بالساعة والدقيقة، ولم يحدد الشعب موعده الا ليتيح لهم فرصة أخيرة، فرصتهم الأخيرة هي في الهرب من مصر، فمصر تلفظ الجسم الغريب عنها.

No comments:

Post a Comment